فصل: قال ابن عطية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الثاني: عفيفًا، قاله الضحاك.
الثالث: جميلًا.
قوله عز وجل: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} قرئت على وجهين:
أحدهما: بفتح القاف، قرأه نافع وعاصم، وتأويلها اقررن في بيوتكن، من القرار في مكان.
الثاني: بكسر القاف: قرأها الباقون، وتأويلها كن أهل وقار وسكينة.
{وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} وفي خمسة أوجه:
أحدها: أنه التبختر، قاله ابن أبي نجيح.
الثاني: كانت لهن مشية تكسرٍ وتغنج، فنهاهن عن ذلك، قاله قتادة، ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «المَائِلاَتُ المُمِيلاَتُ: اللاَّئِي يَسْتَمِلْنَ قُلُوبَ الرِّجَالِ إلَيهِنَّ».
الثالث: أنه كانت المرأة تمشي بين يدي الرجل، فذلك هو التبرج، قاله مجاهد.
الرابع: هو أن تلقي الخمار على رأسها ولا تشده ليواري قلائدها وعنقها وقرطها، ويبدو ذلك كله منها، فذلك هو التبرج، قال مقاتل بن حيان.
الخامس: أن تبدي من محاسنها ما أوجب الله تعالى عليها ستره، حكاه النقاش وأصله من برج العين وهو السعة فيها.
وفي {الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى} أربعة أقاويل:
أحدها: ما بين عيسى ومحمد عليهما السلام، قاله الشعبي وابن أبي نجيح.
الثاني: زمان إبراهيم، قاله مقاتل والكلبي، وكانت المرأة في ذلك الزمان تلبس درعًا مفرجًا ليس عليها غيره وتمشي في الطريق، وكان زمان نمرود.
الثالث: أنه ما بين آدم ونوح عليهما السلام ثمانمائة سنة، وكان نساؤهم أقبح ما تكون النساء، ورجالهم حسان، وكانت المرأة تريد الرجل على نفسها، فهو تبرج الجاهلية الأولى: قاله الحسن.
الرابع: أنه ما بين نوح وإدريس. روى عكرمة عن ابن عباس أن الجاهلية الأولى كانت ألف سنة. وفيه قولان:
أحدهما: أنه كانت المرأة في زمانها تجمع زوجًا وخلما، والخلم الصاحب، فتجعل لزوجها النصف الأسفل ولخلمها نصفها الأعلى، ولذلك يقول بعض الخلوم:
فهل لك في البدال أبا خبيب ** فأرضى بالأكارع والعجُوز

الثاني: وهو مبدأ الفاحشة، وهو أن بطنين من بني آدم كان أحدهما يسكن السهل، والآخر يسكن الجبل، وكان رجال الجبل صباحًا وفي النساء دمامة، وأن إبليس اتخذ لهم عيدًا فاختلط أهل السهل بأهل الجبل فظهرت الفاحشة فيهم، فهو تبرج الجاهلية.
قوله عز وجل: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} وفي الرجس ها هنا ستة أقاويل:
أحدها: الإثم، قاله السدي.
الثاني: الشرك، قاله الحسن.
الثالث: الشيطان، قاله ابن زيد.
الرابع: المعاصي.
الخامس: الشك.
السادس: الأقذار.
وفي قوله تعالى: {أَهْلَ الْبَيْتِ}- ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه عنى عليًا وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، قاله أبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وعائشة وأم سلمة رضي الله عنهم.
الثاني: أنه عنى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، قاله ابن عباس وعكرمة.
الثالث: أنها في الأهل والأزواج، قاله الضحاك.
{وَيُطَهّرَكُمْ تطْهِيرًا} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: من الإثم، قاله السدي.
الثاني: من السوء، قاله قتادة.
الثالث: من الذنوب، قاله الكلبي، ومعانيها متقاربة.
وفي تأويل هذه الآية لأصحاب الخواطر ثلاثة أوجه:
أحدها: يذهب عنكم رجس الأهواء والتبرج ويطهركم من دنس الدنيا والميل إليها.
الثاني: يذهب عنكم رجس الغل والحسد، ويطهركم بالتوفيق والهداية.
الثالث: يذهب عنكم رجس البخل والطمع ويطهركم بالسخاء والإيثار، روى أبو ليلى الكندي عن أم سلمة أن هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيتها على منام له، عليه كساء خيبري.
قوله عز وجل: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ} قال قتادة القرآن.
{وَالْحِكْمَةِ} فيها وجهان:
أحدهما: السنة، قاله قتادة.
الثاني: الحلال والحرام والحدود، قاله مقاتل.
{إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} قال عطية العوفي: لطيفًا باستخراجها خبيرًا بموضعها. اهـ.

.قال ابن عطية:

و{يقنت} معناه يطيع ويخضع بالعبودية قال الشعبي وقتادة، وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر {يقنت} بالياء، {وتعمل} بالتاء، {نؤتها} بالنون، وهي قراءة الجمهور، قال أبو علي أسند {يقنت} إلى ضمير فلما تبين أنه المؤنث حمل فيما يعمل على المعنى، وقرأ حمزة والكسائي كل الثلاثة المواضع بالياء حملًا في الأولين على لفظ {من} وهي قراءة الأعمش وأبي عبد الرحمن وابن وثاب، وقرأ الأعمش {فسوف يؤتها الله أجرها} والإعتاد التيسير والإعداد، والرزق الكريم الجنة، ويجوز أن يكون في ذلك وعد دنياوي، أي أن رزقها في الدنيا على الله وهو كريم من حيث ذلك هو حلال وقصد ويرضى من الله في نيله، وقال بعض المفسرين {العذاب} الذي توعد به {ضعفين} هو عذاب الدنيا ثم عذاب الآخرة وكذلك الأجر.
قال القاضي أبو محمد: وهذا ضعيف، اللهم إلا أن يكون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لا ترفع عنهن حدود الدنيا عذاب الآخرة على ما هي عليه حال الناس بحكم حديث عبادة بن الصامت، وهذا أمر لم يرو في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولا حفظ تقرره. ثم خاطبهن الله تعالى بأنهن لسن كأحد من نساء عصرهن فما بعد، بل هن أفضل بشرط التقوى لما منحهن من صحبة الرسول وعظيم المحل منه ونزول القرآن في لحفهن، وإنما خصص لأن فيمن تقدم آسية ومريم فتأمله، وقد أشار إلى هذا قتادة ثم نهاهن الله تعالى عما كانت الحال عليه في نساء العرب من مكالمة الرجال برخيم القول، و{لا تخضعن} معناه ولا تلن، وقد يكون الخضوع في القول في نفس الألفاظ ورخامتها، وإن لم يكن المعنى مريبًا، والعرب تستعمل لفظة الخضوع بمعنى الميل في الغزل ومنه قول ليلى الأخيلية حين قال لها الجحاج: هل رأيت قط من توبة شيئًا تكرهينه، قالت: لا والله أيها الأمير إلا أنه أنشدني يومًا شعرًا ظننت أنه قد خضع لبعض الأمر فأنشدته: الطويل:
وذي حاجة قلنا له لا تبح بها ** فليس إليها ما حييت سبيل

الحكاية، وقال ابن زيد: خضوع القول ما يدخل في القلوب الغزل، وقرأ الجمهور {فيطمعَ} بالنصب على أنه نصب بالفاء في جواب النهي، وقرأ الأعرج وأبان بن عثمان {فيطمعِ} بالجزم وكسر للالتقاء وهذه فاء عطف محضة وكأن النهي دون جواب ظاهر، وقراءة الجمهور أبلغ في النهي لأنها تعطي أن الخضوع سبب الطمع، قال أبو عمرو الداني قرأ الأعرج وعيسى بن عمر {فيَطمِع} بفتح الياء وكسر الميم، والمرض في هذه الآية قال قتادة هو النفاق، وقال عكرمة الفسق والغزل وهذا أصوب، وليس للنفاق مدخل في هذه الآية، والقول المعروف هو الصواب الذي لا تنكره الشريعة ولا النفوس.
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}.
قرأ الجمهور {وقِرن} بكسر القاف، وقرأ عاصم ونافع {وقَرن} بالفتح، فأما الأولى فيصح أن تكون من الوقار تقول وقر يقر فقرن مثل عدن أصله أو قرن، ويصح أن تكون من القرار وهو قول المبرد تقول قررت بالمكان بفتح القاف والراء أقر فأصله أقررن حذفت الراء الواحدة تخفيفًا، كما قالوا في ظللت ظلت ونقلوا حركتها إلى القاف واستغني عن الألف، وقال أبو علي: بل أعل بأن أبدلت الراء ياء ونقلت حركتها إلى القاف ثم حذفت الياء لسكونها وسكون الراء بعدها، وأما من فتح القاف فعلى لغة العرب قرِرت بكسر الراء أقر بفتح القاف في المكان وهي لغة ذكرها أبو عبيد في الغريب المصنف، وذكرها الزجاج وغيره، وأنكرها قوم، منهم المازني وغيره، قالوا وإنما يقال قررت بكسر الراء من قرت العين، وأما من القرار فإنما هو من قررت بفتح الراء، وقرأ عاصم {في بِيوتكن} بكسر الباء، وقرأ ابن أبي عبلة {واقرِرن} بألف وصل وراءين الأولى مكسورة، فأمر الله تعالى في هذه الآية نساء النبي بملازمة بيوتهن ونهاهن عن التبرج وأعلمهن أنه فعل {الجاهلة الأولى} وذكر الثعلبي وغيره أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبل خمارها، وذكر أن سودة قيل لها لم لا تحجين ولا تعمرين كما يفعل أخواتك، فقالت قد حججت واعتمرت وأمرني الله تعالى أن أقر في بيتي قال الراوي: فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى خرجت جنازتها.
قال القاضي أبو محمد: وبكاء عائشة رضي الله عنها إنما كان بسبب سفرها أيام الجمل وحينئذ قال لها عمار: إن الله أمرك أن تقري في بيتك، والتبرج، إظهار الزينة والتصنع بها ومنه البروج لظهورها وانكشافها للعيون، واختلف الناس في {الجاهلية الأولى} فقال الحكم بن عيينة ما بين آدم ونوح وهي ثمانمائة سنة، وحكيت لهم سير ذميمة، وقال الكلبي وغيره ما بين نوح وإبراهيم، وقال ابن عباس ما بين نوح وإدريس وذكر قصصًا، وقالت فرقة ما بين موسى وعيسى، وقال عامر الشعبي ما بين عيسى ومحمد، وقال أبو العالية هو زمان سليمان وداود كان فيه للمرأة قميص من الدر غير مخيط الجانبيين.
قال الفقيه الإمام القاضي: والذي يظهر عندي أنه أشار إلى الجاهلية التي لحقتها فأمرن بالنقلة عن سيرتهن فيها وهي ما كان قبل الشرع من سيرة الكفرة لأنهم كانوا لا غيرة عندهم فكان أمر النساء دون حجبة وجعلها أولى بالإضافة إلى حالة الإسلام، وليس المعنى أن ثم جاهلية أخرى، وقد مر اسم الجاهلية على تلك المدة التي قبيل الإسلام فقالوا جاهلي في الشعراء، وقال ابن عباس في البخاري سمعت أبي في {الجاهلية} يقول إلى غير هذا، و{الرجس} اسم يقع على الإثم وعلى العذاب وعلى النجاسات والنقائص، فأذهب الله جميع ذلك عن {أهل البيت} ونصب {أهل البيت} على المدح أو على النداء المضاف، أو بإضمار أعني، واختلف الناس في {أهل البيت} من هم، فقال عكرمة ومقاتل وابن عباس هم زوجاته خاصة لا رجل معهن، وذهبوا إلى أن البيت أريد به مساكن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقالت فرقة: هي الجمهور {أهل البيت} علي وفاطمة والحسن والحسين، وفي هذا أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو سعيد الخدري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزلت هذه الآية في خمسة فيّ وفي علي وفاطمة والحسن والحسين» رضي الله عنهم، ومن حجة الجمهور قوله: {عنكم} و{يطهركم} بالميم، ولو كان النساء خاصة لكان عنكن.
قال القاضي أبو محمد: والذي يظهر إليّ أن زوجاته لا يخرجن عن ذلك البتة، ف {أهل البيت} زوجاته وبنته وبنوها وزوجها، وهذه الآية تقضي أن الزوجات من {أهل البيت} لأن الآية فيهن والمخاطبة لهن، أما أن أم سلمة قالت نزلت هذه الآية في بيتي فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًا وفاطمة وحسنًا وحسينًا فدخل معهم تحت كساء خيبري وقال: «هؤلاء أهل بيتي» وقرأ الآية وقال اللهم «أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا»، قالت أم سلمة فقلت: وأنا يا رسول الله، فقال: «أنت من أزواج النبي وأنت إلي خير»، وقال الثعلبي قيل هم بنو هاشم فهذا على أن {البيت} يراد به بيت النسب، فيكون العباس وأعمامه وبنو أعمامه منهم وروي نحوه عن زيد بن أرقم رضي الله عنه.
{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)}.
اتصال هذه الألفاظ التي هي {واذكرن} تعطي أن {أهل البيت} [الأحزاب: 33] نساؤه، وعلى قول الجمهور هي ابتداء مخاطبة أمر الله تعالى أزواج النبي عليه السلام على جهة الموعظة وتعديد النعمة بذكر ما يتلى في بيوتهن، ولفظ الذكر هنا يحتمل مقصدين كلاهما موعظة وتعديد نعمة: أحدهما أن يريد {اذكرن} أي تذكرنه واقدرنه قدره وفكرن في أن من هذه حاله ينبغي أن تحسن أفعاله. والآخر أن يريد {اذكرن} بمعنى احفظن واقرأن والزمنه الألسنة، فكأنه يقول واحفظوا أوامر ونواهيه، وذلك هو الذي {يتلى في بيوتكن من آيات الله} وذلك مؤد بكن إلى الاستقامة، {والحكمة} هي سنة الله على لسان نبيه دون أن يكون في قرآن متلو، ويحتمل أن يكون وصفًا للآيات، وفي قوله تعالى: {لطيفًا} تأنيس وتعديد لنعمه، أي لطف بكن في هذه النعمة، وقوله: {خبيرًا} تحذير ما. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

{ومن يَقْنُت} أي: تُطع، و{وأعتدنا} قد سبق بيانه [النساء: 37]، والرِّزق الكريم: الحَسَن، وهو الجنة. ثُمَّ أظهر فضيلتهنَّ على النساء بقوله: {لَسْتُنَّ كأَحد من النساء} قال الزجاج: لم يقل: كواحدة من النساء، لأن أَحَدًا نفي عامّ للمذكَّر والمؤنَّث والواحد والجماعة.
قال ابن عباس: يريد ليس قدرُكُنَّ عندي مثل قَدْر غيركنَّ من النساء الصالحات، أنْتُنَّ أكرمُ عليَّ، وثوابُكُنَّ أعظم {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ} فشرط عليهن التقوى بيانًا أن فضيلتهنَّ إِنَّما تكون بالتقوى، لا بنفس اتصالهنَّ برسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى: {فلا تَخْضَعْنَ بالقول} أي: لا تلِنَّ بالكلام {فَيَطْمَعَ الذي في قلبه مرض} أي: فُجور؛ والمعنى: لا تَقُلْنَ قولًا يجد به منافق أو فاجر سبيلًا إِلى موافقتكن له؛ والمرأة مندوبة إِذا خاطبت الأجانب إِلى الغِلظة في المَقَالة، لأن ذلك أبعد من الطمع في الرِّيبة.
{وقُلْنَ قولًا معروفًا} أي: صحيحًا عفيفًا لا يُطمِع فاجرًا.
{وقَرْنَ في بُيوتِكُنَّ} قرأ نافع، وعاصم إِلا أبان، وهبيرة، والوليد بن مسلم عن ابن عامر: {وقََرْنَ} بفتح القاف؛ وقرأ الباقون بكسرها.
قال الفراء: من قرأ بالفتح، فهو من قَرَرْتُ في المكان، فخفِّفت، كما قال: {ظَلْتَ عليه عاكفًا} [طه: 97]، ومن قرأ بالكسر، فمن الوَقار، يقال: قِرْ في منزلك.
وقال ابن قتيبة: من قرأ بالكسر فهو من الوقار، يقال: وَقَرَ في منزله يَقِرُ وَقُورًا. ومن قرأ بنصب القاف جعله من القرار. وقرأ أُبيُّ بن كعب، وأبو المتوكل {واقْرَرْنَ} باسكان القاف وبراءين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة. وقرأ ابن مسعود، وابن أبي عبلة مثله، إِلا أنهما كسرا الراء الأولى.
قال المفسرون: ومعنى الآية: الأمر لهن بالتوقُّر والسكون في بُيوتهنَّ وأن لا يَخْرُجْنَ.
قوله تعالى: {ولا تَبَرَّجْنَ} قال أبو عبيدة: التبرُّج: أن يُبْرِزن محاسنهن. وقال الزجاج: التبرُّج: إِظهار الزِّينة وما يُستدعى به شهوةُ الرجل. وفي {الجاهلية الأولى} أربعة أقوال:
أحدها: أنها كانت بين إِدريس ونوح، وكانت ألف سنة، رواه عكرمة عن ابن عباس.